الأدب الجاهلي هو فن الشعر والنثر في العصر الجاهلي
-أي قبل ظهور الإسلام؛ حيث كانت طرق إيجاده عن طريق الذين حفظوا الشعر من الشعراء ثم
نشروها بين الناس، وهكذا إلى أن جاء عصر التدوين، حيث ظهرت جماعة سُمّوا (الرواة)،
ومن أشهرهم: حماد بن سلمة، خلف الأحمر، أبو عمرو بن العلاء، الأصمعي، المفضل الضبي.
وعُرِف عن حمّاد وخلف الأحمر الكذب فاشتهرا بالانتحال، حيث أصبح الشعر تجارة بالنسبة
لهما.
ومن أشهر الكتب التي جُمِع فيها الشعر الجاهلي الأصمعيّات للأصمعي، ومفضليات
المفضل الضبي، و طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلاّم الجُمَحي.
أقسام الأدب الجاهلي
ينقسم الأدب في العصر الجاهلي إلى نوعين رئيسيين
هما:
الشعر: هو حسب -التعريف القديم- الكلام الموزون
المقفي وقد عُرف حديثاً بأنه "الأسلوب الذي يصور به الشاعر أحاسيسه وعواطفه معتمداً
على موسيقى الكلمات ووزنها والخيال والعاطفة"
النثر: هو الأسلوب الذي يصور به الأديب أفكاره
ومعانيه غير معتمد على وزن أو قافية، ويميل إلى التقرير والمباشرة
الشعر الجاهلي
يُعتبر الشعر في العصر الجاهلي أسبق وأكثر إنتشاراً
من النثر لأن الشعر يقوم علي الخيال والعاطفة أما النثر فيقوم علي التفكير والمنطق
والخيال أسبق وجوداً من التفكير والمنطق ونسبة لإنتشار الأمية بين العرب وقدرتهم العالية
على الحفظ.
ويمكن معرفة بداية الشعر العربي بدقة، لعدم
وجود تدوين منظم في الجاهلية؛ فلا نعرف شعراً عربياً إلا قبل الإسلام بقرن ونصف. ولكن
الشعر الذي وصلنا كان شعراً جيداً، ما يدل على وجود محاولات سابقة. كان للشعر منزلة
عظيمة، وكان دور الشعر بارزاً في نشر أمجاد القبائل والإشادة بأحسابها، ويسجل للأجيال
مفاخرها
أغراض الشعر الجاهلي
الفخر والحماسة
الهجاء
الغزل
الوصف
المدح
الرّثاء
الإعتذار
الحكمة
خصائص الشعر الجاهلي
من أهم خصائص الشعر اللفظية : أنها تميل إلى الخشونة
والفخامة، وخالية من الأخطاء والألفاظ الأعجميّة -لأن شعراء الجاهلية لم يختلطوا بغيرهم-
وتخلو من الزخارف والتكلّف والمحسّنات المصنوعة، وتميل إلى الإيجاز.
ومن أهم خصائص الشعر المعنوية : أنها تخلو من المبالغة،
وبعيدة عن التعقيد، وغالباً تقوم على وحدة البيت، لا وحدة القصيدة، ومنتزعة من البيئة
البدوية،وفيها "الاستطراد".
أما خصائص الخيال فتتلخص في أن
الشعر: واسع يدلّ على دقّـة الملاحظة، وصور الشعر الجاهلي تمثّل البيئة البدوية، وصور
الشعر الجاهلي ليست متكلّفة، والصّور الجاهلية تعتمد على الطابع الحسّي
المعلقات
أساليب الشعر الجاهلي
عندما نستعرض الشعر الجاهلي نجده متشابهاً في أسلوبه،
فالقصيدة الجاهلية تبدأ بالوقوف على الأطلال وذكر الأحبة كما نجد ذلك عند امرىء القيس
في قوله:
قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ بِسَقْطِ اللَّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَل
وينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يقطعه
بما فيه من وحش، ثم يصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أو غيره، وهذا هو المنهج
والأسلوب الذي ينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعراء.
وإذا أردنا أن نقف على أسلوب الشعر الجاهلي فلابد
لنا من النظر في الألفاظ والتراكيب التي يتكون منها ذلك الشعر. فألفاظ الشعر الجاهلي
قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، فمعظم شعر
النابغة الذبياني وعنترة العبسي وعمرو بن كلثوم من النوع الذي يتصف بقوة الألفاظ. هناك
نوع من الألفاظ يتصف بالعذوبة، لأنه خفيف على السمع ومن ذلك قول امرىء القيس:
وما ذَرَفت عيناكِ إلا لِتَضْرِبِي بسَهْميك في أعشار قَلْبٍ مُقَتل
ومعظم ألفاظ الشعر الجاهلي يختارها الشاعر استجابة
لطبعه دون انتقاء وفحص، ولكنها تأتي مع ذلك ملائمة للمعنى الذي تؤديه، ويمثل هذا النوع
مدح زهير بن أبي سلمى وذمه للحرب ومن ذلك قوله:
وما الحربُ إلا ما علمتُمْ وذقتُمُ وما هُوَ عَنهَا بالحديثِ المُرَجَّم
وألفاظ الشعر الجاهلي مفهومة في معظمها ولكنها مع
ذلك تشتمل على الغريب الذي يكثر في الرجز، أما الشعر فالغريب فيه أقل، ومن الغريب الوارد
في الشعر قول تأبط شراً:
عاري الظَّنَابِيبِ، مُمْتَدَّ نَوَاشِرُهُ مِدْلاَجِ أدْهم واهي الماء غَسَّاقِ
ويغلب على الألفاظ الجاهلية أداء
المعنى الحقيقي، أما الألفاظ التي تعبر عن المعاني المجازية فهي قليلة. والتراكيب التي
تنتظم فيها الألفاظ تراكيب محكمة البناء، متينة النسج، متراصة الألفاظ، وخير شاهد على
ذلك شعر النابغة الذبياني، وشعر زهير ابن أبي سلمى
النثر الجاهلي
تعريف بالنثر
النثر أحد قسمي القول، فالكلام الأدبي كله إما أن
يصاغ في قالب الشعر المنظوم وإما في قالب القول المنثور. ولابن رشيق المسيلي القيرواني
" وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور، ولكل منهما ثلاث طبقات: جيدة، ومتوسطة، ورديئة،
فإذا اتفق الطبقتان في القدر، وتساوتا في القيمة، لم يكن لإحداهما فضل على الأخرى،
وإن كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية.
يشرح ابن رشيق أن أصل التسمية في المنظوم وهي من
نظم الدر في العقد وغيره، إما للزينة أو حفظا له من التشتت والضياع، أما إذا كان الدر
منثورا.لم يؤمن عليه ولم ينتفع به.
من هنا حصلت عملية تشبيه الكلام الأدبي بالدور والمجوهرات
وتوهم الناس أن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة. وذلك بالنظر إلى
سهولة حفظ الكلام المنظوم واستظهاره بسبب الوزن، وإنعدام الوزن في الكلام المنثور يجعله
عرضة للنسيان والضياع، وذلك في وقت كان الناس فيه يتداولون النصوص الأدبية مشافهة دون
الكتابة في هذا العصر الجاهلي و العصر الإسلامي الأول، وقد زال هذا التفاضل في عصور
التدوين وكتابة النصوص كما في زماننا الحاضر، بحيث اختصَ كُلٌ من النثر والشعر بمجالات
في القول تجعله أليق به. ويعتقد ابن رشيق محقاً: إن ما تكلمت به العرب من جيد المنثور
أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، وهو يقصد بذلك تلك الحقبة الزمنية قبل الإسلام وبدايات
العهد الإسلامي تخصيصاً.
وجاء هذا رداً كافياً على الذين ينفون وجود نثر فني
عربي جيد قبل الإسلام، وإنما كان ضياع ذلك النثر الجاهلي أو اختلاطه بسبب طبيعته الفنية
الخالية من الوزن. وهو لم يعن بذلك إلا النثر الفني أي الأدبي الذي يتوفر - كما ذكر
بروكلمان – "على قوة التأثير بالكلام المتخير الحسن الصياغة والتأليف في أفكار
الناس وعزائمهم". أما النثر الاعتيادي الذي يستعمل بين الأفراد في التداول اليومي
الغرض الاتصال وقضاء الحاجات والثرثرة مما ليس فيه متانة السبك والتجويد البلاغي ولا
قوة التأثير فلا يعتد به، وليس له قيمة اعتبارية في الدراسة الأدبية. إن ما روي من
النثر الجاهلي قليل بالنسبة لما روي من الشعر، وذلك لسهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع
موسيقي والإهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها، وقلة أو انعدام التدوين،
والاعتماد على الحفظ والرواية.
أنواع النثر الفني العربي في العصر الجاهلي
على الرغم من عدم وجود أي سجل أو كتاب مدون يحتوي
على نصوص النثر الجاهلي يعود تاريخه إلى تلك الفترة من الزمن الغابر، إذ كان الناس
يحفظونها ويتناقلونها عن طريق الرواية الشفاهية، مثل الشعر، وهذا ربما سبب قلتها، وكذا
موقف الإسلام من بعضها، وبالرغم من ذلك فإن الدارسين المحققين لهذا التراث الأدبي العربي
ذكروا من أنواع النثر الأدبي في تلك الفترة خاصة بعض الأنواع. أنواع النثر الجاهلي:.
1 - الخطابة
2- القصص
3- الامثال
4- الحكم
5- الوصايا
6 -النثر المسجوع
سمات النثر الجاهلي الفنية
رقي الأفكار والمعاني
جزالة الألفاظ وخشونتها، وصحة التراكيب
الاهتمام بالمحسنات البديعية وخاصة السجع
التنوع في الأسلوب بين الخبري والإنشائي
صدق العاطفة
جودة الصورة
الإغراق في الخيال أحياناً
تصوير البيئة الجاهلية تصويراً دقيقاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق